مهما كنت قد بلغت من أمور الحياة فلاشك في أنك تريد المزيد و بأنك تحوال مع نفسك أن تقنعها قناعة تامة بأنه مهما كانت التحديات التي ستواجهها فإنه بـإيمانك بها وبالاعتقاد الذي يكمن في أعماقـك قادر على التفكير المختلف قادر على النهوض بأفكارك والنهوض بحياتك ، وأن تحقق النمط العظيم والفريد في حياتك والذي تنطـلق من خلاله قدراتك الإبداعية في التفكير الإنساني .. وبعد هذه الهمسة لابد أن تتخذ الخطوات الفعلية لإبراز القوة الكامنة الخفية التي بداخلك والتي تستطيع أن تقوم بكل شئ شرط أن تكون هذه القوة ذات تأثير دائم ومستمر ، وهو الشرط الأساسي لنجاح الإنسان من عدمه ، لأن هذا التأثير لو كان مؤقـتآ سرعان ما يصاب الإنسان بعد فـترة بالإحباط ، وأن تثق بأن طريق الإبداع ليس طريقآ مؤقـتآ تسير فيه ولكنه حياة .
ونعود لحديث الهمس بينك وبين نفسك ، لك أن تسألها ما هو أهم شئ على الإطلاق قابل للتغير في فكرك .. حدد هذا الشئ ، ثم الشئ الذي يليه وهكذا .. واهمس مع نفسك قائلآ ما هو الشئ المطـلوب أو الذي تحلم بتحقيقه .. والذي تكون قادرآ على تحقيقه .. وعندها لا تقبل ما هو دون ذلك على الإطلاق ، ويطـلق علماء النفس على هذه العملية اسم ( رفع المقايـيس ) أي رفع المقايـيس الخاصة بتفكيرك مع إمكاناتك وأن تكون قانعآ بهذه المقايـيس الجديدة من التفكير ومن أسلوب الحياة الذي حددته لنفسك عن قـناعة فـعـلية ، وإنك فـعلآ قادر على تحقيقها لأنك لو فـعـلت خلاف ذلك فإنك بلاشك تهدر وقـتك وطاقاتك وتعطـل ذهنك وفكرك وعقلك بلا طائل .. وهذه القناعة مع النفس هى أصل كل شئ وأساسه في أي تفكير إنساني مبدع .
فهذه القناعة مع النفس ستـتحول في اللاوعي إلى أوامر تعطيها لك نفسك ، ولاتخضع للنقاش ، وتحدد لك الأشياء الممكنة واللاممكنة ، وتحدد كل فـعـل وكل فكرة إبداعية على وجه التحديد والخصوص ، وهى الخطوة الأساسية في سبيل تحقيق الأبداع في الفكر المنشود .. ذلك الإبداع الذي يعتمد على التفكير الإبداعي الإنساني الحقيقي والمستمر والدائم ، فهذا الإحساس بالثقـة المتبادلة مع النفس نتيجـة ذلك ( الهمـس ) وإدخال الإحساس بالثقـة داخل النفس بأنه بإمكانك التمسك بأحلامك وأفكارك الإبداعية الجديدة ، فهذا وحده كفيل بأن يجعلك تنطـلق إلى طريق الإبداع بنجاح .
ويبدأ الفكر الإبداعي مع النفـس أولآ عن طريق انتهاج أفضل استراتيجية تحقق أفضل النتائج المرجوة ، ولا تـترك نفسك تحت رحمة الأحداث الخارجية التي لا قـبل لنا بالسيطرة عليها .
